الفصل في الجانب الشكلي لا يجيز الطعن في الجانب الموضوعي

الفصل في الجانب الشكلي لا يجيز الطعن في الجانب الموضوعي

أ.د/ عبدالمؤمن شجاع الدين

الأستاذ بكلية الشريعة والقانون – جامعة صنعاء

إذا اقتصر الحكم الاستئنافي في قضائه على الفصل في الجانب الشكلي للاستئناف  كرفض الاستئناف شكلا، فلا يجوز الطعن بالنقض في الجانب الموضوعي الذي لم يفصل فيه الحكم الاستئنافي، حسبما قضى الحكم الصادر عن الدائرة الجزائية بالمحكمة العليا في جلستها المنعقدة بتاريخ 19-12-2012م في الطعن رقم (46343)، الذي ورد ضمن أسبابه: ((فالثابت من الأوراق أن الشعبة الاستئنافية قد فصلت في الدفع بعدم قبول الاستئناف لرفع الاستئناف بعد فوات الميعاد، ولما كان المقرر قانوناً أنه لا يجوز الطعن بالنقض في الأحكام الاستئنافية من حيث الموضوع طالما اقتصر صدورها على التقرير بعدم قبول الاستئناف شكلاً لفوات الميعاد المحدد في القانون الامر الذي يتعين معه القضاء برفض الطعن موضوعاً وإقرار الحكم المطعون فيه))، وسيكون تعليقنا على هذا الحكم حسبما هو مبين في الأوجه الأتية:

الوجه الأول: محكمة الطعن متقيدة بحدود ما فصل فيه الحكم المطعون فيه:

من المسلم به في القانون أن محكمة الطعن أو المحكمة التي يتم الطعن  أمامها في الحكم  متقيدة بحدود ما قضى به الحكم المطعون فيه، وقد صرحت بذلك المادة (288) مرافعات، فالحكم هو المنطوق الذي يتضمن قضاء الحكم أو المسائل التي فصل فيها الحكم، فإذا لم يتعرض منطوق الحكم لمسألة أو واقعة، فلا يجوز الطعن في الحكم بالنسبة لهذه المسألة أو الواقعة التي لم يفصل فيها الحكم المطعون فيه، لأنه يترتب على ذلك حرمان الخصوم من مرحلة أو درجة من درجات التقاضي.

الوجه الثاني: إذا اقتصر الحكم الاستئنافي في قضائه على الجانب الشكلي فلا يجوز الطعن بالنقض في الجانب الموضوعي:

قضى الحكم محل تعليقنا بذلك، فلا يجوز في هذه الحالة الطعن في الجانب الموضوعي، لأن الحكم الاستئنافي المطعون فيه قد اقتصر في قضائه على الجانب الشكلي وهو عدم قبول الاستئناف لتقديمه بعد إنقضاء الميعاد المقرر، فينبغي أن يقتصر الطعن بالنقض على هذه المسألة التي فصل فيها الحكم الاستئنافي المطعون فيه، فلا ينبغي للطاعن في هذه الحالة إثارة المسائل الموضوعية التي لم يفصل فيها الحكم الاستئنافي، والله اعلم.

الفصل في الجانب الشكلي لا يجيز الطعن في الجانب الموضوعي
الفصل في الجانب الشكلي لا يجيز الطعن في الجانب الموضوعي