المستأجر لا يتمسك بالحيازة

*المستأجر لا يتمسك بالحيازة*

*أ.د/ عبدالمؤمن شجاع الدين*
*الأستاذ بكلية الشريعة والقانون – جامعة صنعاء*

➖➖➖➖➖

*▪️لا ريب انه في حالات كثيرة يتم التعسف في فهم وتطبيق الحيازة، حيث يتمسك بالحيازة بعض المستأجرين المتمردين عن دفع الإيجار أو غلال الارض يتمسك في مواجهة المالك ، في حين ان عقد الاجارة اقرار من المستاجر بأن الارض التي يحوزها المستاجر ليست ملكه وانما يده على الأرض ليست يد مالك حسبما قضى الحكم الصادر عن الدائرة الشخصية بالمحكمة العليا في جلستها المنعقدة بتاريخ 7/11/2018م في الطعن رقم (59795)، الذي قضى في أسبابه بأنه ((والطاعنون اكتفوا بالتمسك بالحيازة والثبوت ولم يقدموا أي مستند ملكية للأرض محل النزاع وعجزوا عن الرد على الاجارة الصادرة من مؤرثهم فلم يدحضوها بقادح شرعي، فحيازتهم تعني الانتفاع المؤقت الذي ينطبق عليه نص المادة (766) مدني التي بينت ما للمستأجرين من حقوق كالعناء (الشقية) بحسب العرف عيناً أو نقداً، ولذلك فالطعن لا يناهض ما قضى به الحكم المطعون فيه)) وسيكون تعليقنا على هذا الحكم حسب ماهو مبين في الأوجه الأتية:*
➖➖➖➖➖
*▪️الوجه الأول: ماهية الحيازة ونوع حيازة المستأجر:*
➖➖➖➖➖

*▪️الحيازة كما هو مقرر في أحكام الثبوت في القانون المدني هي: ظهور الحائز على المال بمظهر المالك للمال وتصرفه في ذلك المال تصرف المالك عن طريق قيامه ببيع غلاله أو تأجيره أو البناء عليه أو الحفر فيه وغير ذلك من مظاهر حيازة المالك، وقد يظهر المستأجر على الأرض بمظهر المالك حيث يقوم بالتصرف في المال الثابت عليه بموجب عقد الاجارة إلا أن هذا الثبوت لا يكون من قبيل الحيازة أو الثبوت المكسب للملكية، لان عقد الاجارة الصادر من الحائز أو اسلافه تكذب ظهوره على الأرض بمظهر المالك، فعقد الاجارة إقرار صريح فصيح من المستاجر الحائز أو من اسلافه بان الأرض التي بحوزته ليست ملكاً له حسبما قضى الحكم محل تعليقنا، بل ان ادعاء المستأجر الحيازة وتمسكه بها في مواجهة المالك يعد جريمة خيانة الأمانة حيث قام بضم المال المؤتمن عليه والمسلم له على سبيل الامانة إلى ملكه وتصرف فيه تصرف المالك، وبذلك فقد تحققت في فعل المستاجر كافة اركان جريمة خيانة الأمانة المنصوص عليها في قانون الجرائم والعقوبات.*
➖➖➖➖➖
*▪️الوجه الثاني: إمتناع المستأجر عن دفع الاجرة لمدة طويلة لا يجيز له التمسك بالحيازة في مواجهة المالك:*
➖➖➖➖➖

*▪️بعض المستأجرين يتمسك بالحيازة في مواجهة المالك مستدلاً بانه قد ظهر على المال بمظهر المالك وامتنع عن دفع الإجرة لسنوات طويلة تجعله قد تحول من مستأجر إلى حائز لانه لم يعد معترفاً بملكية المالك حيث امتنع المستأجر عن دفع الاجرة واستأثر بالأرض وعائداتها لنفسه دون مالكها مثلما حدث في القضية التي تناولها الحكم محل تعليقنا، الذي قضى  بان إمتناع المستأجر عن دفع الإجرة ولو طالت مدته لا يكسبه الحق في التمسك بالحيازة في مواجهة المالك، لانه قد سبق له أو لأسلافه بموجب عقد الاجارة الإقرار للمالك بملكيته للأرض، فهذا الاقرار يدل على ان يد المستاجر على الأرض ليست يد مالك بل يد مستأجر، والله اعلم.*
تعليقات