قيام المتهم بتمثيل الواقعة التي ارتكبها

قيام المتهم بتمثيل الواقعة التي ارتكبها

أ.د/ عبدالمؤمن شجاع الدين

الأستاذ بكلية الشريعة والقانون – جامعة صنعاء

قيام المتهم بتمثيل  الجريمة او الواقعة المنسوبة للمتهم له أهمية بالغة في الإحاطة بظروف الواقعة وملابساتها وإزالة أوجه الغموض التي قد تكتنف بعض جوانب الواقعة ، كما أن تمثيل الواقعة أو الحادث الاجرامي يعين  الجهات المختصة في جمع أدلة الواقعة وبيان أهمية هذه الأدلة ، ولذلك إذا لم تحط المحكمة بظروف إرتكاب الواقعة وملابساتها فينبغي على المحكمة تكليف المتهم بإعادة تمثيل ارتكابه للواقعة  لبيان كيفية وقوعها بحضور الشهود الذين كانوا حاضرين بمسرح الجريمة عند إرتكابها، حسبما قضى الحكم الصادر عن الدائرة الجزائية بالمحكمة العليا في جلستها المنعقدة بتاريخ 31-12-2012م في الطعن رقم (45892)، الذي ورد ضمن أسبابه: ((تجد الدائرة: أنه كان ينبغي على محكمة الموضوع أن تنتقل إلى مسرح الجريمة مصطحبة معها الجاني ليعيد تمثيل الواقعة أمامها مع التأكد من صحة التمثيل في ضوء الإصابات التي وقعت في جسم المجني عليه كما ورد في التقرير الفني المكتوب والمصور من حيث مدخل الطلقات وخروجها بجسم المجني عليه مع حضور شهود الواقعة والتأكد من مكان توقف السيارة التي كانت تقلهم أمام مسرح الجريمة ومعرفة المسافة التي كانت تقف فيها السيارة من مسرح الجريمة مع ضرورة معاينة قميص المجني عليه المرفق بالتقرير الفني حسبما هو ثابت في التقرير الفني بشقيه المصور والمكتوب وكذا النمش البارودي على القميص إن وجد لتحديد المسافة فيما بين المجني عليه والجاني عند إطلاق النار على المجني عليه ))، وسيكون تعليقنا على هذا الحكم حسبما هو مبين في الأوجه الأتية:

الوجه الاول: المقصود بتمثيل الجريمة أو الواقعة المرتكبة وحالات اللجوء إلى تمثيل الجريمة:

المقصود بذلك هو: قيام المتهم بتمثيل الحادث منذ بدايته إلى نهايته كما وقع بالفعل، وتلجأ جهات الشرطة والضبط إلى تمثيل الحادث أو الجريمة لتفسير الحادث حتى يتم ضبط الجناة والأدلة، وحتى تتمكن أجهزة الشرطة من معرفة اساليب ارتكاب الجرائم لمكافحتها وإتخاذ التدابير اللازمة لمواجهتها مستقبلاً، كما يلجأ القضاة إلى  تكليف الجناة بتمثيل الحادث أو الجريمة حتى يحيط القاضي بظروف وملابسات الجريمة كما وقعت بالفعل وحتى يتم الوقوف على دور المتهم في ارتكاب الجريمة وكيفية وقوعها ووسيلة ارتكابها والشهود الحاضرين وأسباب وقوع الحادث وإزالة أوجه الغموض فيها .

الوجه الثاني: إحاطة القاضي بالواقعة عن طريق تمثيل الواقعة أو الجريمة:

من خلال تمثيل الحادث أو الواقعة يستطيع القاضي الإحاطة بكافة تفاصيل وظروف الحادث أو الواقعة أو الجريمة، فيتمكن القاضي من الإلمام بادلة الواقعة ومدى كفايتها وإزالة أوجه الغموض التي تكتنفها ، فيكون حكم القاضي عنوانٍا للحقيقة ومطابقا للواقعة كما حدثت بالفعل، والله اعلم.

قيام المتهم بتمثيل الواقعة التي ارتكبها
قيام المتهم بتمثيل الواقعة التي ارتكبها