عند الحكم بتأييد الحكم الابتدائي لا حاجة لمزيد من التسبيب

 

عند الحكم بتأييد  الحكم الابتدائي لا حاجة لمزيد من التسبيب

أ.د/ عبدالمؤمن شجاع الدين

الأستاذ بكلية الشريعة والقانون – جامعة صنعاء

عندما تقضي محكمة الاستئناف بتأييد الحكم الابتدائي فلا يلزمها المزيد من التسبيب أكثر من الأسباب الواردة في الحكم الابتدائي الذي ايدته، حسبما قضى الحكم الصادر عن الدائرة المدنية بالمحكمة العليا في جلستها المنعقدة بتاريخ 13-1-2013م في الطعن رقم (47205)، الذي ورد ضمن أسبابه: ((اما النعي السادس المتمثل في القول بعدم مناقشة أسباب الاستئناف من قبل الشعبة، فهذا النعي في غير محله، لأن النزاع تم رفعه برمته أمام الشعبة التي استمعت لمقال كل طرف، كما أن المستأنفة لم تأت بجديد، ولذلك قضت الشعبة بحكمها فيما تم رفعه إليها حسبما هو مسطور في مدونة الحكم الاستئنافي، والمعلوم قضاءً أن الحكم بالتأييد لا يحتاج لمزيد من التسبيب، متى رأت محكمة الاستئناف كفاية أسباب حكم محكمة أول درجة، ومن ثم لا يمكن القول بأن الحكم المطعون فيه قد شابه عيب البطلان، وعليه وحيث أن الطعن لا يستند إلى أي مسوغ قانوني، لذلك وبعد النظر والمداولة فأنه يتعين رفض الطعن موضوعاً))، وسيكون تعليقنا على هذا الحكم حسبما هو مبين في الأوجه الأتية:

الوجه الأول: تأييد الحكم الابتدائي واعتبار أسبابه أسباباً للحكم الاستئنافي:

في حالات كثيرة تقضي الشعبة الاستئنافية بتأييد الحكم الابتدائي واعتبار أسبابه أسباباً للحكم الاستئنافي، وعندئذٍ لا يلزم الشعبة إلا أن تبين ضمن أسباب حكمها أسباب اعتناقها لأسباب الحكم الابتدائي، كالقول: بأن الشعبة تعتبر أسباب الحكم الابتدائي أسباباً لحكمها، لأن تلك الأسباب سائغة وكافية لحمل الحكم.

كما أن الشعبة قد تقضي بتأييد الحكم الابتدائي من غير أن تصرح بأنها قد اعتبرت أسباب الحكم الابتدائي أسباباً لحكمها ولا حرج على الشعبة في ذلك طالما أنها قد ذكرت أسباب تأييد الحكم الابتدائي سواء اكتفت بذكر أسباب الحكم الابتدائي كلها أو اهمها أو اضافت إليها أسباباً زائدة.

الوجه الثاني: طبيعة الحكم الاستئنافي بتأييد الحكم الابتدائي:

الحكم الاستئنافي بتأييد الحكم الابتدائي يعني في مجمله بأن الشعبة الاستئنافية المصدرة للحكم قد اقتنعت بوجاهة أسباب الحكم الابتدائي وأن تلك الأسباب سائغة وكافية لحمل الحكم سواءً صرحت الشعبة في حكمها باعتناق أسباب الحكم الابتدائي أو لم تصرح بذلك، وعلى هذا الأساس فان الحكم الاستئنافي بتأييد الحكم الابتدائي تصريح بصحة وسلامة الحكم الابتدائي وكفاية وسلامة أسبابه.(الطعن بالاستئناف، أ. د نبيل اسماعيل عمر، ص187).

الوجه الثالث: لزوم مناقشة أسباب الاستئناف وتأييد الحكم:

تأييد الحكم الاستئنافي للحكم الابتدائي واعتناق أسبابه لا يعفيه من مناقشة أسباب الاستئناف الواردة في عريضة الاستئناف، إذ يجب على الشعبة أن تناقش في الحكم الاستئنافي أسباب عريضة الاستئناف عملاً بمبدأ أن الاستئناف يعيد طرح النزاع أو مبدأ الأثر الناقل للاستئناف، فعدم مناقشة الحكم الاستئنافي لأسباب الحكم الاستئنافي يهدر مبدأ الأثر الناقل للاستئنافي أو مبدأ الاستئناف يعيد طرح النزاع برمته حسبما عبر الحكم محل تعليقنا.

الوجه الرابع: تأييد الحكم الابتدائي وعدم انتاج الاستئناف:

اشار الحكم محل تعليقنا إلى أن الاستئناف لم يكن منتجاً فلم يأت بجديد، ولذلك لا يلزم إضافة أسباب إضافية في الحكم الاستئنافي، لأن الاستئناف لم يأت اصلا بجديد واعاد طرح الأسباب والوقائع ذاتها التي سبق للمستأنف إثارتها أمام محكمة أول درجة التي ناقشتها تفصيلاً في أسباب الحكم الابتدائي، وحيث أن الاستئناف يعيد طرح النزاع أمام محكمة الاستئناف من جديد التي ناقشت ذلك في أسباب حكمها، لذلك لا يلزم الشعبة أن تذكر المزيد من الأسباب أكثر من الأسباب التي تعرض لها الحكم الابتدائي حسبما قضى الحكم محل تعليقنا الذي أكد على أن قضاء المحكمة العليا في اليمن قد استقر على أنه لا يلزم الشعبة الاستئنافية إضافة أسباب زيادة عن أسباب الحكم الابتدائي عند تأييدها للحكم الابتدائي، والله اعلم.

عند الحكم بتأييد  الحكم الابتدائي لا حاجة لمزيد من التسبيب
عند الحكم بتأييد  الحكم الابتدائي لا حاجة لمزيد من التسبيب