الاستشفاع لا يحتاج إلى طلب شفعة

أ.د/ عبدالمؤمن شجاع الدين

الأستاذ بكلية الشريعة والقانون – جامعة صنعاء

الاستشفاع هو شراء الشفيع للمال الذي له حق الشفعة فيه ، ولذلك لا يحتاج الاستشفاع إلى تقديم طلب الشفعة وقيده، لأن الشفيع في حالة الاستشفاع يكون قد ذهب إلى مدى أكثر من طلب الشفعة، فقد قام بشراء العين التي يجوز له الشفعة فيها وقام بدفع ثمنها، حسبما قضى الحكم الصادر عن الدائرة المدنية بالمحكمة العليا في جلستها المنعقدة بتاريخ 22-12-2014م في الطعن رقم (56131)، فقد ورد ضمن أسباب هذا الحكم: ((إضافة إلى ان الاستشفاع لا يحتاج إلى طلب وفقاً لما نصت عليه المادة [1268] مدني))، وسيكون تعليقنا على هذا الحكم حسبما هو مبين في الأوجه الأتية:

الوجه الأول: ماهية الاستشفاع:

نصت المادة (1268) مدني على أنه (لا تبطل الشفعة بشراء الشفيع لنفسه ماله فيه، لأن شراءه استشفاع ولا يحتاج إلى طلب أو حكم، ولا تبطل الشفعة بشراء المشتري الشفيع ماله فيه شفعة بوكالة أو ولاية ويطلب نفسه مالم يضف إلى الموكل، ولا يحتاج في طلب نفسه إلى شهادة أو مرافعة ولا يسلم المبيع إلى نفسه وإنما يملكه بالحكم أو تسليم الموكل)، فالاستشفاع هو : قيام الشفيع الذي توفرت بالنسبة له أسباب الشفعة كالخلطة في العين أو الطريق إليها أو مصادر شربها قيامه بشراء العين المشفوعة اتقاء الضرر الذي قد يقع له إذا قام الغير بشراء الأرض.

الوجه الثاني: الاستشفاع يغني عن طلب الشفعة:

حدد القانون المدني مدد وإجراءات طلب الشفعة وقيدها، فقد اشترط القانون ان يبادر الشفيع إلى قيد طلب الشفعة خلال ثلاثة أيام من تاريخ علمه بالشراء وإلا سقط حقه في الشفعة، طبعاً هذا مقرر في حالة الشفعة، اما في حالة الاستشفاع، فإن الاستشفاع ذاته يغني عن تقديم طلب الشفعة، لأن المستشفع قد افصح بشرائه العين التي يحق له الشفعة فيها قد افصح عن طلبه بالفعل وليس بالقول، والله اعلم. 

تعديل المقال