مظاهر حيازة الأرض الفضاء في القانون اليمني

*مظاهر حيازة الأرض الفضاء*

*أ.د/ عبدالمؤمن شجاع الدين*
*الأستاذ بكلية الشريعة والقانون – جامعة صنعاء*

➖➖➖➖➖

*▪️الارض الفضاء هي الأرض التي لابناء او زرع عليها وتسمى أيضا الارض البيضاء ، أما الحيازة فهي ظهور الحائز على الأرض بمظهر المالك، ولا شك ان هناك مظاهر تدل على حيازة الأرض الفضاء فلا يكفي الإدعاء بالحيازة حسبما قضى الحكم الصادر عن الدائرة الجزائية بالمحكمة العليا في جلستها المنعقدة بتاريخ 16/4/2018م في الطعن رقم (60981)، الذي ورد في اسبابه((فان ما نعى به الطاعنون من انهم ثابتون على الأرض وانهم قاموا ببناء السور حول الأرض محل النزاع بالإضافة إلى غرفة حراسة وان المطعون ضده قام بهدم السور مع الغرفة وان ذلك دليل على حيازتهم، والدائرة تجد ان ذلك النعي غير سديد وليس في محله بدليل ان الأرض محل النزاع قد ظلت متروكة من الجانبين ومهملة من الطرفين طيلة ما يقارب من خمسة وعشرين عاماً حسبما هو ثابت بشهادة الشهود الذين شهدوا ان الأرض صارت طريقاً للسيارات وساحة للعب الأطفال ومرمى للقمامة مما يؤكد صحة ما ذهبت إليه الشعبة في قضائها بإنعدام الحيازة من قبل الطرفين مما يستوجب رفض الطعن)) وسيكون تعليقنا على هذا الحكم حسب ما هو مبين في الأوجه الأتية:*
➖➖➖➖➖
*▪️الوجه الأول: معنى حيازة الأرض الفضاء (البيضاء):*
➖➖➖➖➖

*▪️الحيازة أمر مختلف عن الملكية من حيث مظاهرها وإثباتها وحجيتها، والخلط بين الملكية والحيازة أمر شائع في اليمن، لا سيما وان القانون لم يحسم التداخل فيما بين الحيازة والملكية، وقد سبقت الإشارة إلى هذه المسألة في تعليقات سابقة، وما يعنينا في هذا التعليق هو الإشارة إلى مظاهر حيازة الأرض الفضاء، ومظاهر الحيازة مستفادة من تعريف الحيازة، ومعنى الحيازة هو: قيام الحائز بوضع يده بسبب شرعي على الأرض وظهوره في ذلك بمظهر المالك واستقرار حيازته وظهوره على الأرض التي يحوزها بمظهر المالك المتصرف المتحكم فيها.*
➖➖➖➖➖
*▪️الوجه الثاني: مظاهر الحيازة على الأرض الفضاء:*
➖➖➖➖➖

*▪️سبق القول بان مظاهر الحيازة مستفادة من معنى الحيازة وهو ظهور الحائز على الأرض بمظهر المالك، وتبعاً لذلك فان قيام الحائز بزراعة الأرض أو غرسها أو اصلاحها او البناء فيها أو قيام الحائز بوضع منقولاته أو مواد البناء فيها أو قيامه بالحفر فيها أو إصلاحها أو رهنها أو تاجيرها أو بناء سور حولها أو تحديد معالمها بالحفر على جوانبها وحدودها او وضع علامات ثابتة على جوانبها، فكل هذه المضاهر تدل على الحيازة.*
➖➖➖➖➖
*▪️الوجه الثالث: زوال حيازة الأرض الفضاء:*
➖➖➖➖➖

*▪️قضى الحكم محل تعليقنا بزوال الحيازة عندما ثبت ان الطرفين المتنازعين على الحيازة لا يحوزا الأرض ،لان تلك الأرض قد صارت ملعباً للأطفال وطريقاً للسيارات طوال مدة تصل إلى خمس وعشرين سنة من غير إذن أو تأجير أو غيره من الطرفين، ومن هذا المنطلق فقد توصل الحكم محل تعليقنا إلى انه ليس لأي من الطرفين أي مظهر من مظاهر الحيازة، فبناء السور والغرفة على الارض قد كان قبل خمس وعشرين سنة حيث قام الطرف الاخر بهدمها عند خلافهما في ذلك الوقت (قبل خمس وعشرين سنة)، فذلك البناء ليس مظهراً يدل على الحيازة وقت النزاع الأخير بين الطرفين المتنازعين على الحيازة، لان ظاهر الأرض يدل على ان الأرض المتنازع على حيازتها ليس لأي من الطرفين أي مظهر من مظاهر الحيازة عليها حيث تحولت إلى ملعب للأطفال وطريق للسيارة ولوضع القمامة في جانب منها حسبما قضى الحكم محل تعليقنا، غير أن زوال الحيازة أو نزعها لا يعني زوال ملكية مالك الأرض الذي حدد له القانون الدعوى المناسبة لحماية ملكيته وهي دعوى الملكية وهي دعوى موضوعية تختلف عن دعوى الحيازة التي تحمي الحائز حماية وقتية، فالحكم الصادر لصالح الحائز لا يعني نزع ملكية المالك وإنما يقتصر دور الحكم الصادر في دعوى الحيازة على حماية الوضع الظاهر حماية وقتية ريثما يصدر حكم في موضوع الملكية يحسم النزاع برمته، فالحكم الصادر في الدعوى الموضوعية (دعوى الملكية هو الذي يكتسب حجية مطلقة ودائمة، بخلاف الحكم الصادر في الحيازة الذي تكون حجيته مؤقتة، والله اعلم.*